انتقل إلى المحتوى
بمجرد أن يبدأ الطفل بالذهاب إلى المدرسة، فإن أول ما نفعله كعائلة هو تحديد مساحته الشخصية بوضوح. قد يعني هذا منح الطفل غرفته الخاصة، وسريره الخاص، وخزانة ملابسه، ومساحة للدراسة، ومساحة للعب. كما نلاحظ كيف يرحب الأطفال ويستعدون لبناء مساحتهم الخاصة المنفصلة عن مساحة العائلة.
هذا يعني أن الحاجة إلى مساحة شخصية هي حاجة فطرية لدينا كبشر. ونعلم أيضاً أن امتلاك مساحة خاصة بنا يمنحنا شعوراً عميقاً بالسلام والهدوء. فهو يُريح عقولنا. ومهما بلغنا من التطور الاجتماعي، فإننا نرغب أحياناً في الانفراد بأنفسنا. إنها حاجة إنسانية أيضاً أن نقضي بعض الوقت بمفردنا. ومن الممكن أيضاً أن نعيش بمفردنا في مرحلة ما من حياتنا، ربما كطلاب أو كأفراد عُزّاب. هذا وارد، أليس كذلك؟ وبغض النظر عن السبب، تبقى الحاجة إلى إبراز تفرّدنا واستقلاليتنا بارزة للغاية. ومن بين الطرق التي تنعكس بها هذه الحاجة، مساحتنا الشخصية.
على سبيل المثال، إذا نظرنا إلى غرفة مراهق، سنجدها مُخصصة بألف طريقة مختلفة! هذا يعني وجود "عالم داخل عالم" - نسميه في VOX "عالمًا مصغرًا". من المثير للاهتمام حقًا رؤية عالم كل فرد. يمكن تطبيق التخصيص اليوم على كل شيء تقريبًا. في التصميم الداخلي، لا نقتصر على اختيار الشكل النهائي للأثاث وتعديله وفقًا لأذواقنا وتفضيلاتنا، بل نختار أيضًا أسطح وتفاصيل الأرضيات والجدران والأبواب. عند اتخاذ هذه القرارات، وكقاعدة عامة في التصميم الداخلي، يُنصح باختيار لونين، أو ثلاثة كحد أقصى، كلونين رئيسيين. سيُساعد اختيار ثلاثة ألوان رئيسية فقط على دمج عالمنا المصغر بطريقة غير مُرهقة بصريًا، مما يُتيح لنا حرية أكبر في اختيار الإكسسوارات.
بسبب سكننا في المدن الكبرى، قد يمتلك الكثير منا غرفًا صغيرة المساحة، وقد يسكن الكثير منا في منازل مستأجرة. وبغض النظر عن كونها مستأجرة أو مملوكة، فإن حياتنا بطبيعتها متغيرة باستمرار. وهذا يعني أن مساحاتنا السكنية يجب أن تكون قابلة للتغيير بسهولة. كما يعني أيضًا أنه عند تزيين غرفنا أو إنشاء مساحاتنا الخاصة، علينا أن نفعل ذلك بعناية وتأنٍ.
في محاولتنا لحشر حياتنا كلها في مساحة صغيرة، نضطر إلى ابتكار مساحات إبداعية. لذا، دعونا نختار بعض القطع "القابلة للتعديل" أو "الوحداتية" التي تتناسب مع مختلف البيئات المتغيرة. يُعدّ حجم الأثاث وطريقة ترتيبه العملية في المساحة أمراً بالغ الأهمية، إذ يسمح لك ذلك بالسيطرة على الفوضى وتحسين الراحة.
نعيش في عالم شديد التغير، ودبي، أو الإمارات العربية المتحدة، أكثر تغيراً في ظل الظروف الراهنة. فالمكان الذي نعيش فيه، والمكان الذي نعمل فيه، وأسلوب حياتنا، كلها أمور فريدة من نوعها في هذه المدينة، مما يعني أن لكل منا طريقته الخاصة في العيش في هذا البلد. بل إن ديناميكية حياتنا الشخصية تدفعنا إلى التفكير في حلول عملية وذكية تراعي اهتمامات ومتطلبات الرحالة العصريين المتغيرة باستمرار. فبمجرد وصولنا إلى هذا البلد، نحتاج إلى تهيئة منزلنا بسرعة في هذا المكان الجديد الذي نختاره للعيش فيه، حتى وإن لم نكن متأكدين من كيفية التخطيط للبقاء فيه. وكل عام، مع انتقال أطفالنا إلى الصف الدراسي التالي، نشعر بالحاجة إلى إعادة ترتيب غرفهم بما يتناسب مع نموهم العقلي والجسدي. وأحياناً نشعر أيضاً بالحاجة إلى إعادة تنظيم منازلنا وغرفنا لاستقبال ضيف. وتمثل الشقق الصغيرة تحدياً دائماً، مهما كانت الظروف. والحل الأمثل لكل ما سبق هو مزج أنماط مختلفة. تمتع بحرية ترتيب الأشياء نفسها بطرق مختلفة، واجمع بين القديم والجديد، والملون والأبيض والأسود، والفريد والعادي. كل هذا ممكن، لأنها تعكس ذوقك وتفضيلاتك الشخصية... وهذا ما يجعلها مميزة. تذكر... حتى لو كنت تسكن في نفس المدينة، في نفس الحي الذي يضم صفًا من المنازل المتشابهة، فلن تجد منزلين متطابقين! كل منزل فريد ومختلف، وجميل بطريقته الخاصة. بناءً على شخصيتك وتفضيلاتك، يمكنك الاستمتاع بنظام مثالي يناسبك. لديك أيضًا حرية اختيار مكان كل قطعة صغيرة في منزلك. أو على العكس - استمتع بالبساطة غير المتكلفة، التي تعكس حريتك المطلقة. لذلك، لا يوجد صواب أو خطأ. في تصميم الديكور الداخلي، كل طريقة جيدة طالما أنها تعكس ذوقك.
بغض النظر عن العمر ومرحلة الحياة، لكل منا رغبة في إبراز شخصيته الفريدة. إنها رغبة متأصلة. فمساحة منازلنا تعكس الكثير عنا. إنه منزلنا، حيث نشعر بالراحة والأمان والطمأنينة. هذا هو "البيت" الذي نعود إليه كل يوم. هذه هي المساحة التي نتعامل فيها مع حياتنا اليومية! المنزل هو قصة حياتنا التي نكتبها بأنفسنا، قصة لا تنتهي!
